تعال معي
الى أين ؟
سأدعوك اليوم على العشاء بالخارج.. فرصة نختبر تقبل الكبار لوجودك بينهم
فكرة رائعة .. فقد سئمت المكوث بالمنزل، وأين سنذهب؟
هناك مـ .. مطعم قريب من هنا .. اسمه مطعم اليس كذلك ؟
نظرت اليها باسماً وقلت:
نعم ، تتعلمين الكلمات بسرعة الان
اشاحت بوجهها عني هامسة :
ليتك تتعلم انت ايضا بذات السرعة اسلوب الحياة هنا !
سرنا معأ قليلاً ثم سالتها :
لماذا تطلقون على هذه البلاد "ارض المستنقعات " ؟
لانها مليئة بالمستنقعات بالفعل ! .. الا ترى تلك البرك الصغيرة في كل مكان ؟
ظننت ان وراء الاسم شيئاً اخر !
كلا .. انه مجرد وصف، فنحن نجاهد كثيراً اثناء السير كي لا نغوص في تلك الاوحال
نعم .. نعم .. اقدر الامر، خاصة وأنتم مصابون بمرض النظافة !
صاحت في دهشة :
أهو مرض ؟!
اومأت براسي مؤكداً :
بلى .. ولكن لا اظنه مرضاً خطيراً حسبما سمعت من اصدقائي في السيرك
نظرت الى متشككة وقالت :
على اية حال انا لا اثق كثيراً بأقوال هؤلاء المجا .. اعنى الكبار !
.. ها قد وصلنا مبتغانا
الى أين ؟
سأدعوك اليوم على العشاء بالخارج.. فرصة نختبر تقبل الكبار لوجودك بينهم
فكرة رائعة .. فقد سئمت المكوث بالمنزل، وأين سنذهب؟
هناك مـ .. مطعم قريب من هنا .. اسمه مطعم اليس كذلك ؟
نظرت اليها باسماً وقلت:
نعم ، تتعلمين الكلمات بسرعة الان
اشاحت بوجهها عني هامسة :
ليتك تتعلم انت ايضا بذات السرعة اسلوب الحياة هنا !
سرنا معأ قليلاً ثم سالتها :
لماذا تطلقون على هذه البلاد "ارض المستنقعات " ؟
لانها مليئة بالمستنقعات بالفعل ! .. الا ترى تلك البرك الصغيرة في كل مكان ؟
ظننت ان وراء الاسم شيئاً اخر !
كلا .. انه مجرد وصف، فنحن نجاهد كثيراً اثناء السير كي لا نغوص في تلك الاوحال
نعم .. نعم .. اقدر الامر، خاصة وأنتم مصابون بمرض النظافة !
صاحت في دهشة :
أهو مرض ؟!
اومأت براسي مؤكداً :
بلى .. ولكن لا اظنه مرضاً خطيراً حسبما سمعت من اصدقائي في السيرك
نظرت الى متشككة وقالت :
على اية حال انا لا اثق كثيراً بأقوال هؤلاء المجا .. اعنى الكبار !
.. ها قد وصلنا مبتغانا
نظرت متحيراً حولي قائلاً:
هنا؟ .. ولكن أ.. أين المطعم ؟!
ها هو امامك ! .. الا ترى ؟!
انا لا ارى امامى سوى صفائح كبيرة ذات عجلات خرجت من داخلها القمامة بالخطأ
حسنا، ما وصفته الان بهذه الكلمات التي لا افهم نصفها هو ما قصدته انا بالمطعم
نظرت لها وقد احيلت دهشتي الى السخرية وانا اقول :
يبدو انني اخطأت في تقدير تعلمك للكلمات بشكل صحيح .. هذه اسمها قمامة وليست مطعماً !
نظرت الىّ في حيرة قائلة :
وما الفارق ؟ .. لقد قلت لى من قبل ان المطعم هو مكان الطعام، وها نحن في مكان الطعام الذي أاتي اليك به كل يوم، فـ ..
قاطعتها مزمجراً :
تطعميني من القمامة كل يوم ؟ .. انها قمامة ! .. بقايا طعام البشر !
وماذا يضيرنا ان ناكل من بقايا ال .. الكبار ؟
ماذا يضيرنا ! .. انتِ من تقولينها ! .. وانا الذي ظننتك مريضة بالنظافة !
هنا؟ .. ولكن أ.. أين المطعم ؟!
ها هو امامك ! .. الا ترى ؟!
انا لا ارى امامى سوى صفائح كبيرة ذات عجلات خرجت من داخلها القمامة بالخطأ
حسنا، ما وصفته الان بهذه الكلمات التي لا افهم نصفها هو ما قصدته انا بالمطعم
نظرت لها وقد احيلت دهشتي الى السخرية وانا اقول :
يبدو انني اخطأت في تقدير تعلمك للكلمات بشكل صحيح .. هذه اسمها قمامة وليست مطعماً !
نظرت الىّ في حيرة قائلة :
وما الفارق ؟ .. لقد قلت لى من قبل ان المطعم هو مكان الطعام، وها نحن في مكان الطعام الذي أاتي اليك به كل يوم، فـ ..
قاطعتها مزمجراً :
تطعميني من القمامة كل يوم ؟ .. انها قمامة ! .. بقايا طعام البشر !
وماذا يضيرنا ان ناكل من بقايا ال .. الكبار ؟
ماذا يضيرنا ! .. انتِ من تقولينها ! .. وانا الذي ظننتك مريضة بالنظافة !
صاحت في ضيق :
اعلم ان المكان غير نظيف، ورائحتة كريهة .. ولكنه المطعم الوحيد في المنطقة
لا تكرريها ثانية ! .. قلت لكِ اسمها قمامة
وليكن ! ، هذه ال .. قمامة هي المتاح لدينا الان ولا نملك غيرها ! .. من أين أاتي لك بمطعم نظيف ؟
هتفت مستنكراً :
انا لا اتحدث عن النظافة فحسب، انا لا اقبل ايضاً ان آكل من بقايا انسان
انسان ؟
كررت في نفاذ صبر :
انا لن آكل من بقايا الكبار ! .. انا لا آكل من بقايا أحد !
عقبت في سخرية :
بالطبع ! .. فأنت الأسد !
اومأت برأسي بأنفة مؤكداً :
نعم .. انا الأسد .. وتلك طباعي .. لقد غيرتِ مظهري .. لا كينونتي !
اعلم ان المكان غير نظيف، ورائحتة كريهة .. ولكنه المطعم الوحيد في المنطقة
لا تكرريها ثانية ! .. قلت لكِ اسمها قمامة
وليكن ! ، هذه ال .. قمامة هي المتاح لدينا الان ولا نملك غيرها ! .. من أين أاتي لك بمطعم نظيف ؟
هتفت مستنكراً :
انا لا اتحدث عن النظافة فحسب، انا لا اقبل ايضاً ان آكل من بقايا انسان
انسان ؟
كررت في نفاذ صبر :
انا لن آكل من بقايا الكبار ! .. انا لا آكل من بقايا أحد !
عقبت في سخرية :
بالطبع ! .. فأنت الأسد !
اومأت برأسي بأنفة مؤكداً :
نعم .. انا الأسد .. وتلك طباعي .. لقد غيرتِ مظهري .. لا كينونتي !
قاطعتني في حدة :
حسناً حسناً.. ماذا تريد الان ؟
اريد طعاماً طازجاً ونظيفاً
..هذا اصعب ما يمكن العثور عليه فى أرض المستنقعات !
اريد طعاماً طازجاً ونظيفاً
..هذا اصعب ما يمكن العثور عليه فى أرض المستنقعات !
ابديت ضيقي .. ثم صحت :
ولماذا لا نذهب الى اراضي اخرى ؟
قلت لك انا لا اترك وطني ابدا لأذهب الى مكان غريب.. نعم، ربما يكون هناك طعام افضل ومعاملة ارقى، وربما تكون الارض هناك اكثر نظافة ولكن هذا قدرنا وعلينا ان نحتمله .. هذه بلادنا وهذا حالها .. ولابد ان نقبلها كما هي
قلت لك انا لا اترك وطني ابدا لأذهب الى مكان غريب.. نعم، ربما يكون هناك طعام افضل ومعاملة ارقى، وربما تكون الارض هناك اكثر نظافة ولكن هذا قدرنا وعلينا ان نحتمله .. هذه بلادنا وهذا حالها .. ولابد ان نقبلها كما هي
هتفت متعجباً :
ارض المستنقعات ؟!
لن تبقى هكذا الى الأبد .. ربما يهطل المطر وينظف المستنقعات، وتصير انهارا عذبة .. ربما تخرج الشمس عليها فتجف وتصبح حفنة تراب تذروها الرياح .. وتترك الأرض طاهرة .. ربما ينصلح حال الكبار يوما ويتركون لنا مطاعما افضل وحياة أهنأ .. وحتى هذا الحين لا نملك سوى ماهو متاح لنا
وقفت متأملا إياها لبرهة ثم قلت :
تلك مشكلتكم ! .. تنتظرون ان يتغير كل شيء من تلقاء نفسه دون ان تفعلوا شيء .. تحبون النظافة ولكنكم لا تلعقون سوى اجسادكم فقط! .. تركتم نظافة ما حولكم ، حتى وطنكم الذي تحبونه .. اكتفيتم بطهارة أنفسكم، واحتميتم بالسير بين الأوحال .. وعقدتم الامال على غيركم ان يغير حال اوطانكم ! .. ولكن الشمس ايضا قد تجفف البرك العذبة، والريح قد تحمل التراب معها، ويهبط المطر فتزيد الاوحال أكثر .. ولن تتغير أرض المستنقعات ولن تنظف الا بعمل وجهد من يحبها !
حملقت في وجهي طويلاً .. ثم اشاحت بوجهها واتجهت ببطء نحو الصفائح تجلب لنا الطعام ..
ارض المستنقعات ؟!
لن تبقى هكذا الى الأبد .. ربما يهطل المطر وينظف المستنقعات، وتصير انهارا عذبة .. ربما تخرج الشمس عليها فتجف وتصبح حفنة تراب تذروها الرياح .. وتترك الأرض طاهرة .. ربما ينصلح حال الكبار يوما ويتركون لنا مطاعما افضل وحياة أهنأ .. وحتى هذا الحين لا نملك سوى ماهو متاح لنا
وقفت متأملا إياها لبرهة ثم قلت :
تلك مشكلتكم ! .. تنتظرون ان يتغير كل شيء من تلقاء نفسه دون ان تفعلوا شيء .. تحبون النظافة ولكنكم لا تلعقون سوى اجسادكم فقط! .. تركتم نظافة ما حولكم ، حتى وطنكم الذي تحبونه .. اكتفيتم بطهارة أنفسكم، واحتميتم بالسير بين الأوحال .. وعقدتم الامال على غيركم ان يغير حال اوطانكم ! .. ولكن الشمس ايضا قد تجفف البرك العذبة، والريح قد تحمل التراب معها، ويهبط المطر فتزيد الاوحال أكثر .. ولن تتغير أرض المستنقعات ولن تنظف الا بعمل وجهد من يحبها !
حملقت في وجهي طويلاً .. ثم اشاحت بوجهها واتجهت ببطء نحو الصفائح تجلب لنا الطعام ..